هذه المومياء التي عمرها 4000 عام حلت لغزاً قديماً كان قد مر عليه قرن من الزمن



نجح فريق من علماء الطب الشرعي في استخراج الحمض النووي من مومياء عمرها 4000 عام, وحلت نتائجهم لغزًا عمره قرن من قبره الذي تم نهبه.
لم تكن المومياء المصرية عبارة عن جثة محفوظة بالكامل, ولكن مجرد رأس مقطوعة مشوهة ومغطاة بالضمادة وجدها علماء الآثار فوق نعش عندما قاموا بحفر مقبرة في عام 1915. وكان ذلك مصدر الغموض.
كما أوضح الباحثون في ورقة نشرت في الأول من مارس / آذار في مجلة "جيني", فإن القبر كان ينتمي إلى حاكم مصر الوسطى كان إسمه تحوتي نخت Djehutynakht. ولكن في الوقت الذي وجد فيه العلماء الحديثون القبر, كان قد تم نهبه, حيث تم سرقة محتواه في العصور القديمة. في مقال وصف هذا الاكتشاف, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن اللصوص قاموا بإحراق المكان "لتغطية آثارهم".
كل ما تبقى من المقبرة هو جذع مشوه في أحد أركان المقبرة ورأس فوق نعش الحاكم Djehutynakht. لأكثر من مائة عام, تساءل الباحثون واختلفوا حول ما إذا كان هذا الرأس المحنط يعود إلى Djehutynakht نفسه أو إلى زوجته.
وقالت الصحيفة أنه لزيادة الغموض, تم تغيير الرأس أثناء عملية التحنيط, مع إزالة عدة عظام من الفك والخد في محاولة لتمكين المتوفى من تناول الطعام والشراب في الحياة الآخرة على حسب اعتقادهم. قد تكون تلك العظام قد عرضت أدلة حول ما إذا كان الجسد ذكرا أو أنثى.
وعندما نتحدث عن تحليل الحمض النووي, فإن استخلاصه من المومياوات المصرية القديمة, بعد قرون في البيئات الساخنة, والبيئات المحطمة للحمض النووي, لم يتحقق من قبل. ذكرت صحيفة تايمز أن محاولات سابقة لإستخلاص الحمض النووي بائت بالفشل أو أنتجت نتائج ملوثة.

ومع ذلك, جرّب فريق الطب الشرعي الأمريكي من مركز الـ FBI حظه لتحليل الرأس. توصلوا إلى أنه جنبا إلى جنب مع العديد من القطع الأثرية التي كانت في القبر قد شق طريقه منذ فترة طويلة إلى متحف بوسطن للفنون الجميلة. حفروا في الرأس واستخرجوا ضرساً في عام 2009, وبواسطته تم إنتاج 105 ميليجرام (0.004 أوقية) من غبار الأسنان. بعد تعريض الغبار لمزيج من سائل مصمم لنسخ وتضخيم الحمض النووي الموجود, وجدوا أنه جاء من ذكر بيولوجي. بعبارة أخرى, فإن الرأس على الأرجح ينتمي إلى Djehutynakht وليس لزوجته. في وقت لاحق أكد هذه النتائج فريق في وزارة الأمن الداخلي, بالعمل مع عينة أصغر من غبار الأسنان. في كلتا الحالتين, تضرر الحمض النووي, مما يدل على أنه جاء من المومياء القديمة وليس من التلوث الحديث.
ومن المثير للاهتمام, أنه لا يزال غير واضح أي حاكم ينتمي إليه الرأس حيث أنه مر على منطقة (هير نوم) حاكمان بهذا الإسم. وقد كتب الباحثون "بينما كانوا يشتركون في الاسم نفسه (وهو ما يعني أن تحوتي يرمز إلى  القوة), لا يوجد دليل على ارتباطهم." 

تعليقات

الأرشيف

نموذج الاتصال

إرسال